الثلاثاء، 22 مارس 2011

العــرس

                                                                     تشرين ثاني 1971
أمس جاء
وجهه يقطر خصبا وطفولة
رغبة الدفء، وهم الحبّ والكأس
وأحلام المساء
حولتها شهوة الموت ربيعا ورجولة
قال لي: يا صاحبي حان الفراق
برحيل الغيمة الآتية ينهلّ المطر
والجنى يملأ أرحام الشجر
كلما انحل على الغصن العناق
ومضى شمسا على الأفق شهيدة
رائع الخطوة كالحلم المسافر
آه من خطوته صارت جديدة
آه من نبرته صارت جديدة
صار أغنى، صار أقوى، صار ثائر ...

ومضى للموت، خلاّني لخوفي
لشعاراتي ... لسخفي
أرقب المذياع صبحا وعشية
علّني أدفن في المذياع ضعفي
مثلكم، أدفن في المذياع ضعفي
ومضى ينضح خصبا وطفولة
وهوت تلثم جفنيه البطولة
وحبا المجد على رجليه،
يستجدي الرجولة

وأنا ...
ما زلت أجتر القصائد
وأغني عقدي الصفراء،
أوجاعي الذليلة
في لساني بؤرة العهر،
وينبوع المفاسد

آه يا ألسنة العهر الطويلة ...
لو أقمناك دروبا لتجاوزنا الخيالا
لو نصبناك شباكا لتصيدنا المحالا

ثم ماذا؟
كل ما أملكه محض قصيدة!
يا صديقي
عفو قدسك
هي وعدي لك في ليلة عرسك
يا صديقي
كان أولى هذه الساعة صمتي
غير أني...
أنت أدرى...
شاعر
أحببت صوتي...

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية