قراءة في دفتر الوطن
كانت الصحراء تغفو مثل عيني بدوية حزينة
وكان جلدها المشقق ينز أوجاعاً ولهاثا
كانت سماؤها اليابسة لا يثمر غبارها
غير الثأر والفجيعة
من حمحمات الخيول
من شهوة الغزو
من حذر الليل الجاثم فوق صدر الصحراء
اشرأبت الشمس العربية تبهر وجه التاريخ
وسَّاقط الرطب الجنيّ على مدى الصحراء
فانفجرت ينابيعاً وألحانا عِذابا
وتزاحمت فوق التلال مواكب الفرسان تمتشق الحرابا
وتنفض الأفق الكئيب مشرِّعاً للشمس بابا
فتح، وناصية الزمان هنا
وتاريخ، ندونه كتابا
ماذا؟
أيطلع من غبار الغزو قديس
ويولد من رمال البيد بحار
ومن أسطورة الرعيان عالم؟
ماذا؟
أيمسك صولجاناً غير كسرى
أم يقام لغير قيصر عرش حاكم؟
ماذا؟
أتخضع للحفاة ممالك السادات
تغدو هذه التيجان بعضاً من غنائم؟
يا منطق التاريخ أفصحْ
أين تُخْتَزَنُ الشموس، ومن يُخَبِّئها لتطلع بالبشائر
قل كيف تولد من جراح الحقل أغنية البيادر
قل إن خبزاً للجياع جناه سمسار وتاجر
سيعود سيفاً أو رصاصاً جائعاً في كف ثائر
يا منطق التاريخ قل إن الشعوب هي التي صنعتك
ما صنعتك تيجان القياصر
ليلٌ وزوبعة من الريح السموم
وألف سكين على عنق الحضارة
الريح عاتية
تمزق كل أحلام البكارة
الشرق سوق واسع للربح
والتشريع متسع تباركت التجارة
ليل، ونخاسون، قوادون
فلتغضب سماؤك يا صحارى الشرق
ولتمطر أبابيلا حجارة
كانت ذئاب الغرب تنهش لحم أولادي
وكنت أصيح أين المعجزات
كان الصباح يمر مرتجفاً ولون الشمس أصفر
والرمال تصيح أين المعجزات؟
كانت بباب الدولة العالي الكلاب تعيش من لحمي
وكنت أموت شوقاً للفُتَات
حتى تمخض ماردي العربي يهتف بالمقاصد
يشرئب إلى الحياة
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية