رسالة إلى رغيف
مولاي ...
باسم الشعب أُقرِئك السلام
أين ارتحلت فما يراك الناس إلا في المنام؟
أو هل صحيح أنك استُدعيت مخفوراً لمؤتمر السلام
وصلبت فوق المقعد الخالي للبنان النظام؟
ورفضت حتى أن تشارك في الكلام؟
يا سيدي ...
أدري بأن القلب منك معذب شاكٍ
وإنك لا تُلام كما نُلام
مولاي ...
يوجعني شقاك، ضياع وجهك فوق مأدبة اللئام.
أمس التقيتُك في الشوارع
كنت خلف الواجهات، وكان يحرسك الجنود.
غافلتهم ومددت كفي للسلام ... فعاجلوني بالقيود
حوكمتُ بالجرم الخطير: "تسللٌ عبر الحدود"
وحُكِمتُ بالسجن المؤبد. كيف لا؟
و "الاقتصاد الحر" قد نقل الحدود من الحدود
جعل الحدود مع الرغيف هي الحدود
وأقام ما بيني وبينك يا رغيف الخبز
سلكاً شائكاً، فك ارتباط، "خط بارليف" جديد
ويجيءُ وجهُك كلَ يوم في العشيةْ
وأشم عطر القمح ينضح ملءَ طلعتك البهيةْ
فأرى البيادر والحقول تموج فيكَ
أرى مواكبَ زارعين وحاصدين
وزنودِ كلِّ المتعبين
وعيونَ أطفالٍ تلوِّحها شموس الصيف
أنهاراً من العرق الحزينْ
وأرى تواريخي القديمةْ
وجيوشَ هولاكو وبابَ الدولة العالي
و"اللنبي" أرى الوطنَ "الغنيمةْ"
وأرى دمَ القدس المباحَ،
أرى الهزيمةْ
مولاي ...
يا قمراً ربيعياً فَتِيّا
أنا من دمي لوَّنْتُ وجهك
صغتُه أملاً شهيّا
ساهرت جرحك في الليالي السود حتى كان إشراقاً بهيا
هذا صليبك يا رغيفُ حملتُه وصعدتُ جلجلتي رضيّا
والصالبون تمايلوا طرباً، تباكوا، ثم سمّوني نبيا
حسناً ...
واقسمُ بالدم الممتدِ جسراً بين قلبي والتواريخِ القديمةْ
بزنود كلِ المتعبين
بعيون كلِ الظامئين إلى الحياةِ
الصانعينْ
مجدَ الحياةْ
قسماً بجرحك يا بلادي
سوف يندحرُ الطغاةْ
ويطلُّ قرص الشمس من وجه الرغيفِ
يضيء فجر الكادحينْ
التسميات: القدس, خبز, رسالة إلى رغيف, لبنان
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية