يـا محـمـد

يا محمّد

يا عظيم العظماء

يا نصير الضعفاءْ

يا رسول القانعين البسطاء

هذه الأنفس عادت جاهلية

لبّست دعواك إثما ومزيّة

أنكر البدو وقد مدنتهم فيك معاني المدنيةْ

عبدوا ما جئت تنهى عنه سرا

واحتسوا من عرق المجد خمرا

عاد شذاذ الصحارى

أمس شذاذ صحارى

يجرعون البؤس ليلاً ونهاراً

واحدٌ يحكم بالمليون نهباً واحتكارا

وليوم الواحد و المليون ذلاً واحتقارا

عاد مصاصو الدماء

يسلبون البسطاء الخبز والماء، ومعنى الانتماء

فتأمل يا عظيم العظماء

يا محمّد

يا محمّد

يا يتيماً شرفت دعواه مجد البشريةْ

نحن شعب كنت بالأمس نبيّهْ

نحن قوم فُقدت منه الهويةْ

وخبت فيه الجذاوى العربية

مات فينا كل عرق للحياة

يا صحارى العظماء

يا بوادي مكّة الحمراء يا نبع الضياء

يا يتيماً أخضع الأرض لسلطان السماء

بدوي قالها: الله اكبر

وحفاة رددوها فتردى حصن خيبر

وعنت جبهة كسرى وتهاوى عرش قيصر

يا محمّد

يا محمّد

أيها الأمي يا من علَّمَ الدنيا الحضارة

أيها الصوت الذي سحَّ من أعمق أعماق الطهارهْ

قم وشاهد عالماً بالأمس قد مسَّحت عاره

وحشه كشَّر في مكة والعار تجدَّد

والنفوس ارتدّ فيها الحب عاد الوجه أسود

فتأمل يا محمّد