الأحد، 20 مارس 2011

جنازة الضيعة

                                                                                            1964

في ضيعتي الغبراء في الأزقة الطويلة
تحتضر الكلاب ليلة... فليلة
في ضيعتي الخرساء في المنازل التراب
لا شيء عمره يطول غير الهم والذباب
في ضيعتي جنازة
وكل شيء هادئ حتى يقوم الناس بالجنازة
"الله أكبر"
الجنازة تقوم يا إخوان، أفسحوا الطريق
ولا إله إلا الله
يلعلع الرصاص حاملاً ولاول النساء
لينزل القصاص
كأنما السماء وحدها تجيء بالشقاء
وحدوه ... لا إله إلا الله
وترفع الجنازة، تمزق النساء ردنها الممزق
تشق جيبها المشقق
والموت محمول على مرافق الرجال
تحمله في قريتي مذ تولد الرجال

في قريتي ...
الموت يسبق الجنازة
وترفع الجنازة،
يهرع الأطفال ينفضون عن أيديهم التراب
ويكرجون، يقفزون حول موكب الفقيد
أعينهم "تنط" بين والد الفقيد
وأخوة الفقيد
"من تراه يبكه، من تراه يدفع المزيد، يحب أكثر الفقيد"
ويرتمون حول مطلق الرصاص
يبحثون في التراب.
ما أجمل الضريح
هناك سوف يرقد السعيد يستريح
يا أخوان سامحوه
علام؟
والرجال تقلب التراب
والنساء تقطب الثياب
والصغار في الأزقة العميقة
تطارد الخوف والكلاب
وقريتي تعيد كل يوم قصة الجنازة
قصتها العتيقة

التسميات: , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية