الخميس، 4 يوليو 2013

الفـجـيـعـة

 

على أشلاء تاريخي
تهاوت كل أقنعتي الزجاجية
و فرت من فمي المصطك
أسراب الخفافيش النحاسية
و عدت أدب طفلا أخضر الكفين و الصدر
و في عيني زنبقة
و حسون على ثغري

أزقة قريتي السمراء
تحملني مجاريها الشتائية
حصاة دمعة حلما
حكايات مسائية

و عدت إليك يا أمي
غريبا غل فيه الجوع و البرد
و عشعش في زوايا وجهه
التشريد و السهد

 
تعبت تعبت يا أمي من السفر
و هد مفاصلي التجوال
عبر مدائن الضجر
صغيرا كنت حين تخطفتني أذرع الحجر
و حالت بين صدرك وابتهالاتي الحضارات
و ترميني المسافات
على قدميك يا أمي
على تاريخي المزق
أشم عبيره في ثوبك الخلق
و بين يديك أستهدي على الأفق

على أشلاء تاريخي
تهاوت كل أقنعتي الزجاجية
و من بين الركام الهش وا ذلي
رأيت مواكب الكسحاء من أهلي
تمد أكفها و تغوص في الوحل

و يا أمي
تسيب إخوتي في الأرض تشريقا و تغريبا
هم الأطفال يغريهم
بريق كان في عينيك مسكوبا
و حين اغرورقت عينيك بالأحزان
خانوا حزن عينيك

فيا أماه يا رشدي
أويت إليك بعد الأين و النجد
فلمي وجهي المفجوع بالأهلين و الولد

 

موسى شعيب

كانون الثاني 1969

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية